اطلعت على ما نشرته مؤسسة الكوارب بخصوص حفل رفع العلم الوطني صبيحة عيد الاستقلال في روصو ، وإذ أحترم المؤسسة وطاقمها، أرى من الضروري توضيح بعض النقاط للرأي العام حفاظاً على الدقة واحتراماً للقارئ، وخاصة أن الحفل كان يحضره جمهور كبير يمثل مختلف أطياف المجتمع، وضيوف رسميون من الجارة السنغال ، وكل ما جرى كان على مرأى الجميع.
أولاً: حول الواقعة
الشخص المعني لم يكن يضع أي تعريف يدل على أنه صحفي، لا بطاقة، ولا وشاحاً، ولا أي إشارة مهنية تعرفه للطاقم الأمني أو المنظمين. كما كان يرتدي لباساً فضفاضاً يحجب رؤية القوات الأمنية والعسكرية لمشهد رفع العلم، وهو ما يتعارض مع مقتضيات التنظيم في الفعاليات الرسمية.
ورغم أن عناصر الشرطة طلبت منه - بكل احترام - الانتقال إلى الجهة المخصصة لبقية الصحفيين، إلا أنه أبدى رفضاً وتعنتاً غير مفهوم، واستمر في ذلك لثلاث مرات، حتى خلال العرض العسكري، وكأنه ينتظر أن تتم مساومته أو استرضاؤه ليقوم بواجبه. وهذا أمر لا يمكن قبوله في أي نشاط رسمي يخضع لضوابط واضحة.
ثانياً: حول احترام العمل الصحفي
لا أحد يختلف على أهمية ودور الصحافة، ونحن في القطاع الأمني نعتبرها شريكاً مهماً في نقل الحقيقة. لكن المهنية تقتضي من الصحفي احترام ترتيبات الحفل، وارتداء ما يميزه، أو على الأقل حمل ما يثبت صفته. وهنا أسأل بكل احترام
هل يوجد في قانون الصحافة الموريتاني ما يمنع وضع شارات تعريفية أو بطاقات مهنية أثناء التغطية ؟
بل العكس هو الصحيح تنظيم الحفلات الرسمية يفرض وجود تعريف واضح لكل المشاركين حفاظاً على النظام وسلامة الجميع.
ثالثاً: حول ما ورد من تلميحات تخص الوضع الأمني
أؤكد أنني لست معنياً بأي تقييمات أو كتابات شخصية تنشر ، ولا التفت لها. ما يعنيني فقط هو أداء واجبي المهني كما يمليه علي القانون، في إطار احترام متبادل بيننا وبين كل الفاعلين، صحافة كانوا أو غيرها.
رابعاً: الهدف من هذا التوضيح
ليس سجالاً إعلامياً، بل هو تبيان للحقائق كما حدثت، ومن باب التقدير المهني والأخوي. احترامنا للصحافة ثابت، واحترام الصحافة للضوابط التنظيمية ضرورة كذلك، حتى لا يؤخذ أحد بغير حق، ولا توضع الأمور في غير نصابها.
في النهاية، نؤكد أن التعاون يظل دائماً الخيار الأفضل، وأن أبواب التنسيق مفتوحة لكل المؤسسات الإعلامية التي تحترم الضوابط المهنية وتضع مصلحة المواطن فوق كل اعتبار
المفوض الرئيس عبد الفتاح حباب
المدير الجهوي للأمن في ولاية اترارزة


