أعمى أنصار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعينهم برغبتهم في إسقاط نظام ولاية الفقيه، فكادوا ينسون المخاطر التي يُشكلها القصف الإسرائيلي للمواقع النووية الإيرانية على الشرق الأوسط، وفي نهاية المطاف، على العالم أجمع. والقانون الدولي واضحٌ تمامًا فيما يتعلق بهذه الأهداف. فاتفاقية جنيف، بموجب المادة 56 من البروتوكول الإضافي رقم 1، تحظر استهداف المنشآت أو الهياكل التي تحتوي على قوى خطرة، مثل السدود ومحطات الطاقة النووية والسدود. وينطبق الأمر نفسه على البنية التحتية القريبة منها.
و يقول جان ماري كولين، مدير الحملة الدولية للقضاء على الأسلحة النووية (ICAN) في فرنسا، لصحيفة لومانيتيه: "أن الهجوم الإسرائيلي من المحرمات التي كسرتها إسرائيل". وتراقب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بالتعاون مع طهران، حالة المنشآت الإيرانية التي استهدفها الجيش الإسرائيلي ومستويات الإشعاع فيها بشكل آني. وأكد مديرها العام، رافائيل ماريانو غروسي، يوم الاثنين، أن فرق المنظمة الأممية مستعدة "للاستجابة لأي طارئ نووي أو إشعاعي في أقل من ساعة".
و في نشرتها الإعلامية الصادرة يوم الأربعاء، أفادت الوكالة بتدمير مبنيين في كرج، قرب طهران، بصواريخ إسرائيلية، حيث تُصنع "مكونات أجهزة الطرد المركزي" المستخدمة في إنتاج اليورانيوم المخصب. كما تضرر مبنى ثالث، يُستخدم للغرض نفسه، جزئيًا. وبعد تعرض قاعات التخصيب تحت الأرض في منشأة نطنز لأضرار جسيمة منذ 13 يونيو/حزيران، تأثرت أيضًا، وفقًا لتحليل أقمار صناعية أجرته الوكالة. وحذر رافائيل ماريانو غروسي قائلاً: "نلاحظ تلوثًا إشعاعيًا وكيميائيًا" في الداخل. وفي الوقت الحالي، لا توجد "آثار إشعاعية خارجية على السكان أو البيئة".
و يرى جان ماري كولين أن "انفجارًا (في أحد المواقع) من شأنه أن يُسبب خطرًا حقيقيًا بانتشار انبعاثات إشعاعية محليًا، ولكنه لن يكون له تأثير أوسع". ويضيف أن كارثةً شبيهة بكارثة تشيرنوبيل لن تكون ممكنة إلا إذا فكرت إسرائيل في استهداف محطة الطاقة النووية الإيرانية في بوشهر، الواقعة على حافة الخليج العربي، بشكل مباشر.
ففي سعيه المتشدد للقضاء على النظام الإسلامي، هل يستطيع بنيامين نتنياهو تجاوز مرحلة اللاعودة؟ بغض النظر عما سيحدث لاحقًا، يشير ممثل الحملة الدولية للقضاء على الإرهاب إلى أن الدول الغربية "تعتمد معايير مزدوجة بناءً على النظام المستهدف". يكفي الاستماع إلى المستشار الألماني فريدريش ميرز، الذي أعرب عن دعمه لإسرائيل، وتجرأ على التصريح بأن تل أبيب "تقوم بالأعمال القذرة نيابةً عنا جميعًا"، لكنه لم يذكر شيئًا عن مخاطر قصف المواقع النووية. وللعلم، أثار استهداف روسيا لمحطة زابوريزهيا للطاقة النووية في أوكرانيا، وهو أمرٌ مُحق، قلقًا بالغًا في أوروبا ودعوةً لخفض التصعيد.